كيف الحال يا عبد الكريم؟؟؟؟؟؟
أعلم أن الحرارة في مصر الآن منخفضة، ويعاني كثير من الأصدقاء أدوار برد ونزلات شعبية حادة، وعلمت من مقالة مالك اليوم وهو يكتب عن آخر أخبار اعتقالك أنهم أخذوك وأنت ترتدي تي شيرت فقط (حسب ما قالت السيدة والدتك للمحامي الذي تحدث معها - كما جاء في مدونة مالك أيضًا)، وعبر في شديد من المشاعر المرهفة عما يمكن أن يكون شعور أم عند التفكير في ولدها في هذه اللحظة. وأنا أيضًا تألمت كثيرًا من المعاملة غير الإنسانية التي يتعامل بها الأفراد في مصر. وتذكرت ما حدث للفنانين الذين ماتوا في بني سويف، والأبرياء الذين ماتوا في حادث المطار بعد أن دهستهم عجلات سيارة الأمير القطري، وحوادث أخرى كثيرة. وفكرت كثيرًا لماذا تختلط الأمور بهذه الطريقة في ذهننا عندما نتحدث عن بديهيات حقوق الإنسان؟ لماذا لا نستطيع أن نفرق بين حق الفرد وبين التعدي اليومي على حقوق الأفراد الذي يحدث بمصر الآن. وأخذت أتساءل إلى متى سنرضى بنصف حياة، إلى متى سنكتفي بما يلقى لنا من حقوق وحريات، ومتى سنبدأ المطالبة بما هو بالفعل حق لنا "المعاملة الكريمة" والمحاكمة العادلة ؟ لماذا لا نرفض هذا الهوان ونعترض عليه. ثم بدر لذهني سؤال آخر: لماذا يختار البشر من يدافع عنه ومن يتركونه في فم الأسد. وتذكرت أيام ما كان الرومان يلقون بالمسيحيين الأوائل للأسود وكانت الجماهيرهي التي تقرر بناء على اعجابها ومزاجها الشخصي إذا كانوا يرغبون في رؤية الأسد يأكل هذا أو ذاك، بل ويستمتعون بذلك. نعم يستمتعون بذلك، ولكل في عقله سبب مختلف، ولكن النتيجة هي الموت بهذه الطريقة الوحشية
أنا لا أكتب لك الآن لأقول لك إن هناك الكثيرين هناك في الخارج يرغبون في إلقائك للأسود بسبب ما كتبته وتفكر فيه، ولكن لأقول لك إن هناك الكثيرين في الخارج الذين ربما اختلفوا معك، وبالتأكيد لا يعجبون بك، ولكنهم على استعداد القيام بما يستطيعون، وبما يمكن أن يعرضهم هم أيضًا للمتاعب دفاعًا عنك
اتمنى يا عبد الكريم أن يصلك هذا الشعور أنك لست وحيدًا في وسط الجحيم، في وسط جب الأسود الذي أنت به الآن، وأن مالك ومحمد وطبعًا علاء والذي بادر على الفور بتكثيف الجهود على مدونته "للدفاع عن بني آدم" وبس، وشريف بكتاباته المتميزة غير المتحيزة، وميس مبروك، وغيرهم من الكثيرين الذين لم أذكرهم والذين أكن لهم كل الإحترام يدافعون عنك، عن عبد الكريم الإنسان الملقى في المعتقل وليس عن أفكار عبد الكريم المكتوبة والمنشورة
Abdolkarim
1 comment:
تفتكر ممكن الانسان في لحظة زي دي يحس إنه مش وحيد؟
Post a Comment