Wednesday, May 31, 2006

يحيا العدل

الشعر في حياتنا ـيحيــا العــدل

أحمد عبدالمعطي حجازي

أنا أكتب عن الشعر في حياتنا لا أستطيع أن أتجاهل الدور الذي لعبه الشعر في قضية مهندسة الديكور هند الحناوي والممثل أحمد الفيشاوي، فقد ذكرت الصحف أن محكمة استئناف القاهرة للأحوال الشخصية برئاسة المستشار أحمد رجائي دبوس أصدرت حكمها النهائي في قضية اثبات نسب الطفلة لينا بنت هند الحناوي، وقضت بأن والدها هو أحمد الفيشاوي، وقالت الصحف إن رئيس المحكمة لم يكتف بما أورده من مقدمات وأسانيد أسس عليها حكمه النهائي،وانما أضاف الي الحجج القانونية مقطعا من قصيدة لنزار قباني يتحدث فيها بلسان فتاة تقف موقفا شبيها بموقف هند الحناوي، وتخاطب رجلا يقف في مكان الفيشاوي قائلة له:

لا تمتقع/ هي كلمة عجلي/ إني لأشعر أنني حبلي/ وصرخت كالملسوع بي/ كلا/ سنمزق الطفلا/ وأردت تطردني/ وأخذت تشتمني/ لا شيء يدهشني/ فلقد عرفتك دائما نذلا/ وبعثت بالخدام يدفعني/ في وحشة الدرب/ يا من زرعت العار في صلبي/ وكسرت لي قلبي/ ليقول لي مولاي ليس هنا/ مولاه ألف هنا/ لكنه جبنا/ لما تأكد أنني حبلي/ ليراتك الخمسون تضحكني/ لمن النقود؟ لمن؟ لتجهضني؟/ لتخيط لي كفني؟/ هذا إذن ثمني/ ثمن الوفا يا بؤرة العفن/ أنا لم أجئك لمالك النتن/شكرا/ سأسقط ذلك الحملا/ أنا لا أريد له أبا نذلا/!

والعنوان الحقيقي للقصيدة هو حبلي وليس طفولة نهد كما ذكرت بعض الصحف، وهي من مجموعته الشعرية قصائد التي نشرها في أواسط الخمسينيات من القرن الماضي، في تلك المرحلة الأولي من شعره التي كانت المرأة فيها موضوعه الأول أو موضوعه المفضل،والمرأة في قصائد هذه المجموعة هي المرأة كما يحب الدون جوان الشرقي للمرأة أن تكون، فهو يريدها في البداية جميلة أنيقة تثيره وتشبعه، ثم يريدها في النهاية ضحية منكسرة مضطرة للتنازل عن حقوقها والرضا بمصيرها، وهذا هو الفرق بين بطلة قصيدة نزار وهند الحناوي،

، بطلة نزار لم تملك إلا أن تستسلم للحكم الوحشي الذي نزل بها وقضي بأن تتخلي عن جنينها، وتكتم عن الناس قصتها، وتعود الي بيتها منهارة مسحوقة. أما هند الحناوي فلم تخضع لهذا الحكم الجائر، ولم تستسلم لهذا المصير الذي قرر شريكها أن يدفع بها إليه ويفر بجلده،

المجتمع في معظم طبقاته ومؤسساته في حالة فرار وانسحاب من الحاضر وارتداد الي الماضي، لا يعترف بالحب، ولا يعبأ بالحرية، ويسيء الظن بالمرأة ويتهمها ولا يرضي عنها إلا اذا انسحبت واختفت وابتلعتها الظلمة السوداء، وأسلمت روحها وجسدها للقوامين،
فإن أبت وأصرت علي أن تفكر برأسها وتختار لنفسها كما فعلت هند الحناوي فهي امرأة آثمة عليها أن تتحمل وحدها نتيجة ما فعلت، وعلي أسرتها أن تنبذها ان لم تقتلها، وعلي المجتمع ان يلعنها ويتبرأ منها، أما شريكها فليس عليه إلا أن يشهد بأن ما بينه وبينها لم يكن إلا علاقة آثمة،

،ومع أن الوصف الذي وصف به أحمد الفيشاوي علاقته بهند يسيء الي صورته وسمعته كشاب مهذب وفنان موهوب،فقد فضل أن يكون طرفا في علاقة آثمة علي أن يكون زوجا أو عاشقا، لأنه يريد أن يعفي نفسه من أي مسئولية قانونية أو أخلاقية، معتمدا علي أن المجتمع يغفر للرجال آثامهم ويغض الطرف عنها، وقد يشجعهم علي ارتكاب المزيد منها، لكنه يقتل المرأة الآثمة

،ومن هو الذي سيعترض الآن وقد تراجع الضمير وفسدت اللغة، فلم تعد تنطق بلسان العصر أو بلسان العقل أو حتي بلسان الجسد، وانما اللغة الآن أقنعة مهترئة وألوان وأصباغ لإخفاء الحقيقة وتزيين الكذب. وفي الوقت الذي فسدت فيه اللغة، واهتزت القيم فلم نعد نعرف الفرق بين الحب والزنا، وبين المرأة والفراش، يعجز المجتمع عن أن يوفر لمعظم أبنائه حاجاتهم الأساسية حتي ان اعمار الكثيرين تنقضي دون أن يتمكنوا من اختيار الشريك وبناء الأسرة، ولا يكون أمامهم في النهاية إلا هذه المغامرات العشوائية التي خلفت لنا حتي الآن مليوني طفل يتهرب منهم آباؤهم، ويرفضون الاعتراف ببنوتهم، ليس لان هؤلاء الآباء أشرار بطبيعتهم، ولكن لان المجتمع يحتقر المرأة ويطلق العنان للرجال،

ولو أن هذا الشاب الموهوب وجد من يخلص له النصح ويشجعه علي أن يمد يده للفتاة التي أحبها، وان يمنح اسمه للطفلة البريئة التي تواجه العالم دون أن تحمل اسم أبيها الذي منحها الحياة ـ لو أنه وجد هذا الناصح المخلص الأمين لكان له سلوك آخر، ولاشك في أن هند الحناوي مدينة لشجاعة أبويها وثقافتهما واستنارتهما بالانتصار الذي حققته لنفسها ولبنات جنسها، ولعب فيه الشعر دورا مشهودا. لقد أراد القاضي الفاضل المثقف أن يخاطب ضمائر المصريين، ويستنهض هممهم، ويشجعهم علي مراجعة أنفسهم، ويساعدهم علي فهم العدالة وتمثل حقيقتها، فالعدالة ليست مجرد نصوص ومواد مكتوبة، ولكنها ثقافة وخبرة، ليست قواعد واجراءات شكلية بل هي وعي وضمير ووجدان، والعدالة لا تكون عدالة اذا تعارضت مع قيمة أخلاقية أو مثل أعلي أو حق من حقوق الإنسان

ولقد وقفت الفتاة الحبلي في قصيدة نزار وحدها عزلاء لا تملك إلا الحقيقة التي أنكرها شريكها المتحصن خلف جبنه ونذالته، فمع من نقف؟ هل نتركها تسقط حملها؟ أم ننقذ الحمل وننقذ الحامل؟وهل كانت لغة القانون قادرة وحدها علي أن تخاطب ضمائرنا علي هذا النحو، وتلقي علينا هذا السؤال، وتستفزنا للجواب عليه كما ينبغي أن يكون الجواب؟ لا، وانما الشعر هو وحده القادر علي أن يخاطبنا جميعا في وقت واحد. لغة نزار في هذه القصيدة وفي شعره كله أو معظمه تتأرجح بين الفصحي والعامية، ومع انه صانع ماهر يملك أدوات الكتابة الشعرية فهو يفضل الكتابة باللغة التي نستعملها

في حديثنا اليومي، مستخدما جملها ومفرداتها ونحوها ومنطقها وايقاعها، يقول هي كلمة عجلي كأنه يقول هي كلمة ورد غطاها، ويقول الخدام لا الخادم، ويقول مولاه ألف هنا بدلا من أن يقول مولاه هنا ألف مرة، وهو لا يقدم لنا في قصيدته تقريرا أو وصفا محايدا، بل يتقمص الشخصية ويتحدث بلسانها، ولهذا استمعنا لما قالته بطلة قصيدته، وانفعلنا بقصتها، ووقفنا الي جانبها، وانتقلنا من القصيدة الي القضية المطروحة أمامنا، فرأينا الظلم الذي وقع علي بطلة نزار يقع من جديد علي هند الحناوي وعلي طفلتها لينا التي تقف الي جوارها?، فنطقنا مع القاضي الفاضل بالحكم العادل، يحيا العدل، ويحيا الشعر

Monday, May 29, 2006

المدونون يتألقون

شاهدت أخيرًا حلقة الوثائقي على موقع الأقباط متحدون، جميلة.

شاهدت أجزاء من أحداث تابعتها وتمنيت أن أكون جزء منها ولم يكن

شاهدت أشخاص أشعر الآن انهم جزء من حياتي اليومية، علاقة قلق غريبة على ما يحدث لهم وما يصيبهم من ظلم، وارتباط لا استطيع تصنيفه حتى الآن

تحولت صورهم الساكنة بالنسبة لي إلي صور حية، متحركة متكلمة

سمعت افكارهم، رأيتهم يتحركون أمامي، وشاهدت أشخاصًا لم أرهم من قبل ولكن قرأت لهم

غريب هذا العالم، وغريبة العلاقات بين افراده

ولكن غرابتها لا يمنع متعتها وجمالها

تمنيت أنا أيضًا أن ألتقي بالجميع ربما يحدث هذا يومًا ما. من يدري.

Friday, May 26, 2006

عروستي؟

القضاة يرفضون التفاوض، اليوم وقف القضاة بشموخ أمام دار القضاء العالي للمطالبة باستقلال القضاء- فيه أمل
المدونون والمختطفون لازالوا في السجون - مفيش فايدة
قاضي يحكم للبهائيين بوضع ديانتهم في البطاقة - فيه أمل
استئناف وإلغاء الحكم ، مازالت خانة الدين تتصدر البطاقة - مفيش فايدة
ألف وعمرو يفتحا الموضوع للنقاش في المدونات - فيه أمل
قاضي يحكم لصالح هند الحناوي وابنتها - فيه أمل
اقرأ التعليقات على قرار المحكمة (واللي بيحدفوا الناس بالطوب)- مفيش فايدة
جوابات علاء من السجن واللي همه شايفينه - مفيش فايدة
أخبار البورصة - مفيش فايدة
تدوينة إيهاث النهاردة - فيه أمل
منال لسة بتكتب وبتحاول - فيه أمل
اعتقال المفرج عنهم بالأمس - كلاكيت تاني مرة - مفيش فايدة
ضرب وتكسير عربيات - مفيش فايدة
موظف يعرض أولاده للبيع لضيق ذات اليد- مفيش فايدة

Wednesday, May 24, 2006

فيلم شفرة دافينشي - الحلقة الأولى

مشهد داخلي، حجرة الصغيرة في الصباح الباكر

النهاردة أنا وبابا هنروح السينما وأنت في المدرسة
إيه ده من غيري؟
أصله فيلم للكبار، يعني لسن 12 سنة وأكبر
وده فيلم إيه ده؟
وإيه حكايته؟
مممم، واحد بيتقتل، وبعدين حفيدته واستاذ في الجامعة بيدورو على الناس اللي قتلوه
آه زي الكتاب اللي بتقريه وحكتيلي عليه
وليه بقى للكبار بس؟؟
علشان فيه مناظر وأفكار شوية متنفعش للصغيرين
والناس دي قتلته ليه؟
آه، علشان هو كان معها سر خطير والناس دي مش عايزه حد يعرفه
سر إيه؟؟؟
The holy blood
آه أنا فاكرة كان فيه برنامج في التلفزيون عن حاجة كدة
أيوه، الدم المقدس ده علشان فيه ناس بتقول إن المسيح كان عنده عيله، ولسه فيه ناس من عيلته عايشين
عيلته؟؟
المؤلف أخذ شوية حاجات حصلت بجد، وألف عليها قصة خيالية فيكشن يعني، حاجة كده زي هاري بوتر ما فيها مناطق من لندن وهي قصة خيالية
أه وزي نارنيا كمان
بالضبط زي نارنيا والحرب العالمية الثانية، شاطرة، ياللا بقى علشان تروحي المدرسة

Tuesday, May 16, 2006

ووششششش أخبار النهاردة

جمال مبارك يزور أمريكا في السر
الرئيس بوش يقابله مصادفة ويرسل تحياته للوالد

البرنامج فيه لقطات من سحل المتظاهرين
وعلاء الأسواني يكتب
ان ما يفعله النظام المصرى بمواطنيه، بكل أسف، أسوأ بكثير مما فعله الاحتلال البريطانى

ناسي عجرم تتوج عندليب بلا بلا بلا
وتامر يختم القرآن مرتين ويؤم المساجين

خبير بالأمم المتحدة
مصر قدمت نموذجًا في مواجهة انفلونزا الطيور

صلاح جاهين بيقول في ودني
كل يوم أسمع .. فلان عذبوه
أسرح ف بغداد والجزاير واتوه
ما أعجبش م اللي يطيق بجسمه العذاب
وأعجب من اللي يطيق يعذب أخوه
عجبي!!***

إقلع غماك يا تور وارفض تلف
اكسر تروس الساقية واشتم وتف
قال بس خطوة كمان .. وخطوة كمان ..
يا اوصل نهاية السكة يا البير يجف
عجبي!!

Thursday, May 11, 2006

هو فيه إيه في وسط البلد؟

يتصلون بي من القاهرة، من على بعد 20 دقيقة من وسط البلد.
اسألهم بتوتر، وانتم عاملين إيه في القلق اللي بيحصل ده؟ افاجىء بسؤال: هو فيه إيه بيحصل بالضبط؟؟؟؟
اصرخ بتلقائية: افتحوا الجزيرة، افتحوا العربية

يا رب ارحمنا بقى من الظلمة و التعتيم، والنور المطفي
يا رب ارحم مصر واللي فيها من اللي بيحصل ده

آخر الأخبار عن اللي بيحصل في مصر عند

و

Monday, May 08, 2006

اعتقالات تاني

المرة دي اعتقلوا علاء، ومعاه 14 تانيين، الواضح أن ده النظام خلاص.
الواحد مبقاش عنده حاجة يقولها من القرف، كان عندي أمل يخرجوا التانيين المحتجزين الشهر اللي فات، ولكن واضح أن الهدف حاليًا إخراس الناس، وارهابهم بشدة، مش لازم حد يقول آه لما يتوجع، مش لازم حد يعترض، كله لازم يبقى دايمًا تمام، كل الناس لازم تمشي جنب الحيط، تشتكي بس بينها وبين بعضها، يسبوا على العيشة واللي عايشينها، وبس، لكن أي محاولة لتغيير أي شيء الكل هياخذ على دماغه. الناس مش عايزة تتحرك، الاناماليزم في مصر بقى هو سر البقاء. مش قادرة اتخيل امهات وزوجات واخوات وابناء وبنات المعتقلين دول عاملين إيه دلوقت وهم بيسمعوا اخبار اضرابهم عن الأكل، وكمان وضعهم مع الجنايات، وحلق شعرهم (إيه الافترا ده). حاجة محزنة ومؤلمة ومقرفة.

المعضلة: إزاي نخلى الناس تفهم ان كل واحد هيقف ساكت هيكون عليه الدور بكرة في ان كرامته تتبعتر وأنه يتظلم
ممكن بسبب تافه، مش علشان طلع مظاهرة، لمجرد مثلاً أنه ركن قدام عربية البيه أو الباشا الضابط مثلاً وسد عليه طريق خروجه من مكان ما.
أو لأنه خبطه غلط وهو ماشي من غير ما يعرف أنه سعادة البيه لأنه كان لابس ميري
أو لأن حتى ابنه تطاول على ابن سعادة الباشا أو حتى ابن اخته في المدرسة!!!

طول ما فيه قانون اسمه طوارئ ومفيش أي شيء واضح ولا معايير للقبض على الأفراد أي حاجة ممكن تحصل، وسيناريو الاعتقالات هيستمر، وهيبقى سؤالنا مين عليه الدور وأمتى؟؟؟ ..
حاجة بجد تقرف