Wednesday, May 16, 2012

في طريق العودة

انتهى الدرس مثل كل أسبوع وخرجنا لنبدأ رحلة العودة
أقود السيارة في الطريق، تجلس بجانبي تقول لي إنها تشعر بالتعب وأعلم انها في لحظات مثل هذه تحب أن تلتزم الصمت. أحترم هذا وأصمت

انظر إلى الطريق وأشعر بأنني في طريق لا اعرفه، طريق غريب، افكر لوهلة ان استنجد بابنتي الجالسة بجواري لمقاومة شعور الضياع هذا، ولكنني افضل الصمت، فهي لم تلحظ أي شيء، فالشعور بالتأكيد خاص بي وحدي 

تبدأ الحوارات المعتادة في رأسي، وكأننا مجموعة قررت دخول حلقة مناقشة
ربما لأنني قضيت الدقائق الماضية مندمجة في رواية فشير ومع عدنان في شوارع واشنطن والمدرسة والحديقة، ومازلت تلك الصور عالقة في ذاكرتي نقلتها معي إلى أرض الواقع
ربما لأنني قضيت اليوم كله أقرأ في الترجمة الجديدة واتجول بين لاهاي وكابول وجبال الهيمالايا وتسبب ذلك في خلق أماكن ومناظر مختلفة في رأسي
ربما، ربما!!

ولكن هل نحن بالفعل في طريقنا إلى المنزل وهل هذا هو الطريق الصحيح
أسألها كيف تشعر محاولة لأنزل بنفسي مرة أخرى إلى أرض الواقع، وانسى ما افكر فيه
ولكنني في طريق مختلف
اكثر جمالاً واتساعًا على الرغم من أنني لم أغير مساري المعتاد
ماذا حدث؟

ادرك فجأة وأنا أحاول التعرف بتركيز على ملامح الطريق لأجد فيه شيء ما أعرفه، بأنها الإضاءة، فالشمس ساطعة على غير العادة، والسماء أيضًا صافية، عنصران لا يتوفران كثيرًا في هذا البلد في هذه الساعة 

أجل تسببت الإضاءة القوية في اتساع الطريق، وتغير لون الأخضر الذي يكسو الاشجار
وكأنني في طريق آخر مختلف
يا للعجب
كم من الأشياء تتغير في حياتنا بسبب الإضاءة بسبب النور والشمس
بسبب وضوح الرؤية

الطريق لم يتغير 
بل الضوء الواقع على نظري
:)

Friday, January 06, 2012

عن الحزن اليومي

ماذا تفعل عندما تستيقظ في الصباح لتبدأ يومك، وتشعر ان الحزن الذي نمت به ازداد وتمكن منك في ساعات النوم القليلة التي سمحت لك بها نفسك من التعب.

ماذا تفعل لو شعرت بأنك على الرغم من بعدك المكاني عن الاحداث تعيش وكأنك في قلب كل شيء، بل وكأن كل شيء في قلبك

ماذا تفعل إذا كنت، بسبب بعدك عن المكان، لا تستطيع سوى الصراخ، الصراخ إلى الله، ثم الصراخ على صفحات الشبكات الاجتماعية؟

أن تبحث عن تعزية في كلمات مسجون، مظلوم، لم يرتكب شيئًا سوى انه وقف بجوار المظلوم ورفض الظلم

http://www.shorouknews.com/columns/view.aspx?cdate=19122011&id=c76f74ce-2e88-458c-8787-ce454b193f69

لتجد كلماته يملأها رجاء، رجاء في آخرين تمسكوا هم أيضًا بآدميتهم مثله

تستيقظ في الصباح وانت تتمنى ان يكون ما رأيته وسمعته في الأيام السابقة لم يكن سوى كابوس ولن تجده، فتجد انك تواجه ابشع منه، تحاول الهروب في فكرة أن اليوم سيكون أفضل ولا يمكن للشر الصمود أكثر من ذلك، تجده تفحش بل وبدأ ينشر كذبه، ويجد معاونين له أكثر بكثير

تهرب وتحاول ألا تتابع ما يحدث وتقول لنفسك الآن سأبتعد، لن يتغير شيء في الساعات التي سأتوقف فيها عن المتابعة تجد نفسك تبكي وتحزن من أي شيء تتذكره

تنظر إلى السماء تحاول البحث عن الرجاء في شخصه، تشعر به هو أيضًا حزين: أنا أيضًا تعرضت للظلم والقتل، من احببتهم وشفيتهم، واشفقت عليهم، قتلوني، شهدوا ضدي، خاف كل منهم على مصلحته، صدقوا قادتهم الدينيين وحكموا عليّ بالموت، أنا الذي لم أفعل شيء سوى انني احببت، لماذا تنتظرين من الكثيرين أن يفهموا، لن يفهم سوى من عرف الحق، لن يفهم سوى من كره الظلم

استرجع امسية الأمس، السيدة الفاضلة التي تعرضت للاهانة والضرب ومصرة على الاستمرار في الوقوف مع الشباب الصامد، لماذا، واتساءل، ماذا يقولون عن ضرب هذه أيضًا، لماذا ذهبت إلى التحرير، وكأن خوفنا السابق من كل ضباط الشرطة قبل سقوط السابق، أصبح مُركزًا في مكان واحد اذا ابتعدنا عنه سلمنا جميعًا

هل هذا هو الواقع؟ هل يمكن للظلم أن يضع لنفسه حدود؟؟؟؟ ألن يصل الظلم تدريجيًا إلى داخل البيوت؟

هل يمكن لآدمي أن يسمع أن هناك من يعانون كسورًا وجروحًأ من شدة الضرب ولا يتلقون العلاج

هل يمكن لتكرار القتل والسحل والتعذيب والانتهاكات أن يحولها لاشياء عادية ننساها بعد لحظات لنمارس حياتنا بشكل عادي وطبيعي؟؟؟

ولكن مازال هناك فارق بين أن يصبح ما نراه مصدرًا للحزن على الظلم وبين أن ابرر ما يقع على الآخرين من ظلم واهانات بأنه واجب لحمايتي وبأنهم يستحقوه، فارق كبير ومريع ولا يفعل شيء سوى ان يفقد كل منا آدميته، وما خُلق لأجله من أن يكون مسئولاً عن الأرض وعن سلامها

أن أسكت واوافق ولا اعترض على ما يحدث حتى في قلبي يجعلنى لا اختلف كثيرًا عن الذين يطلبون حرق الآخرين (مهما كانت اتجهاتهم) بالنار، من يتساءل إذا كانت ملابس البنت التي سُحلت أرضًا كافية، أم ارتدتها خصيصًا للتصوير، من في يوم من الأيام قالوا عمن سُحلوا في ماسبيرو انهم كانوا سيتحقون ما نالوه

وكما قالت العزيزة ريم، ارجوكم لا تجعلوا من أمانكم الخاص، وأمان أولادكم سببًا لتفقدوا آدميتكم، وأضيف أنا: سببًا لأن تصلبوه من جديد