Monday, February 27, 2006

التاريخ والتوثيق

أراقب نفسي بطريقة مكثفة هذه الفترة، أراقب عاداتي وما أرغب في تغييره.

اعتدت أن أفعل ذلك منذ انضمامي لنشاط أغصان الكرمة منذ عدة سنوات، وكنا نوثق حياتنا بتواريخها في أسبوعياتنا. وكنا بذلك نوثق تاريخنا الشخصي. كانت أسبوعياتي من أماكني المفضل، ذلك الركن الخاص الذي ألجأ إليه في نهاية الأيام الصاخبة لأقوم فيه باستعادة حياتي في الفترة الفائتة، وأكتب وأنا أراقب خلال كتابتي تصرفاتي وردود أفعالي، في محاولة لاسترجاع مشاعري في تلك اللحظات، وألق بنظرة أيضًا على تصرفات الآخرين، وكانت لحظات من الصدق والهدوء، وبداية الوعي بالذات. الآن وقد اقتربت من العقد الرابع من عمري (بكل فخر، وباستغراب شديد) أجد نفسي مازلت احتفظ بهذه العادة، على فترات أحيانًأ، ولكنني في هذه الفترة المختلفة في حياتي، أجد نفسي أعيشها باستمرار، وكأن تقييمي المستمر لتصرفاتي ولردود أفعالي واستعدادي للتغيير كانت أسلحتي للبقاء، بل وللحفاظ على ما تبقى لدي من عقل في عالم يختلف في كل يوم بل وفي كل لحظة.

وفعل تدوين التواريخ والأماكن بالاشتراك مع التصوير أصبح وسيلة للدفاع عن ضياع اللحظة بل وعن فقد الأشخاص، اليوم أصبحت أدون عن محادثاتي التليفونية مع أمي، وصفات الطبيخ السرية وتراث العائلة المطبخي، أدون كل هذا بالتواريخ، في محاولة للاحتفاظ بكل كلمة استخدمتها، وأجد نفسي أفعل ذلك في محاولة للاحتفاظ بكل هذا لأطول فترة ممكنة، وكأنني أرغب في أن تبقى تلك اللحظة وذلك الحوار إلى الأبد تعبيرًا عن رغبتي في أن تبقى أمي وألا أفقدها كما فقدت أبي!!!

أعلم أن تلك اللحظات ستبقى طالما بقيت أنا فقط، ولكنني أحيانًا أتخيل صغيرتي وقد كبرت تبعثر في أوراقي، مثلما كنت
أفعل أنا في أوراق أبي، وتجد ما كتبته، تعرف عن حياة أمها، الجزء الذي لم تكن بعد شريكة فيه، ثم حياتنا نحن الثلاثة معًا، تاريخها هي من خلال رؤيتي أنا، أول كلمة، أول خطوة، أول فيلم في السينما

تُرى ماذا ستقول؟

Saturday, February 25, 2006

نجحت.... هيييييه

وأخيرًا إنزاح الكابوس، وبعد شقاء وعناء في محاولة للتخلص من عادات السواقة المصرية المكتسبة من سنوات السواقة الطويلة السابقة في المحروسة، ولاتباع القوانين في ضرورة الحصول على رخصة السواقة الإنجليزية، والتي تعد من أهم الإنجازات وأصعب الاختبارات، تم بحمد الله الحصول على الرخصة، ومن أول محاولة كمان
هييييييييه

Sunday, February 19, 2006

أبحث عن السكون والصمت

أحاول منذ عدة أيام التحدث، أن أقول أي شيء، ولكنني لا استطيع
لا أجد كلمات تستطيع أن تعبر عما أرغب في قوله، قيل بالفعل كل الكلام
بل قيل أكثر مما يجب أن يقال، ولم يفهم أحد
بل ولم ينجح أحد
************
لحظات هذا الصباح شعرت فيها بوجودك معي، ذلك الوجود الذي أفتقده منذ فترة
أعلم أنك هناك دائمًا تنتظرني
وأنا الذي لا أجد الوقت لأقضي معك تلك اللحظات
لحظات قليلة ولكنها كافية لأن تفتح كل مسام روحي
لأن تجعلني أشعر بالسلام الذي أفتقده في كثير من الأحيان
وسط الضوضاء والألم المحيط بنا في كل مكان
أمكث معي - هكذا تقول لي
أين أنت؟ - هكذا أسألك في كل وقت
******************
انتهت الأجازة
هل قضت وقتها في سعادة؟
هل أفتقدت وجود الأخ أو الأخت ؟
هل أستطعت أن أوفر لها ما تحتاج إليه؟
متى أبدأ التحدث معها عن...؟
ماذا يمكنني أن أفعل إذا..؟
******************

Monday, February 13, 2006

إليك يا شريكي في عيد الحب

قال جبران عن الزواج : ولدتما معًا وتظلان معًا حتى في سكون تذكارات الله
ومعًا حين تبددكما أجنحة الموت البيضاء
من كتاب النبي

Saturday, February 11, 2006

من محرقة بني سويف إلي الغرق في البحر

الفساد يهدر حياة المصريين

ياسر عبد الحافظ

يتغير كل شئ ويبقي للمصريين نفس الحزن .. نفس الوجع

بعض الكوارث لا تنتهي بالموت، هذا ما يؤكده المشهد المؤلم أمام مشرحة زينهم، أقارب ضحايا العبارة الغارقة ينتظرون هناك أمام شاشة تعرض الجثث التي تم العثور عليها، لا يمكن لأحد تخيل مشاعر الناس في هذه اللحظة، ظهور فقيدهم علي الشاشة يعني أن ترتاح عائلته، أن تصلي عليه وتدفنه لتستريح روحه ويفرغ محبيه لأحزانهم، غير أن انقضاء الوقت بدون ظهور صورته علي الشاشة يعطي من ناحية أخري أملا ولو ضعيف أنه ما زال علي قيد الحياة، أن معجزة ما حدثت، ربما انتشلته سفينة عابرة، ربما تمكن من السباحة إلي جزيرة صغيرة مجهولة......هكذا يمكنك أن تقرأ علي الوجوه هناك، لست في حاجة لأن تسأل أحدا عن شعوره، فقط ضع نفسك مكانه، يمكنك أن تلمح أيضا علي الوجوه بجانب الأمل والحزن والبكاء شعورا بالغضب تعبر عنه صيحة تقال بعدة تعبيرات لكن معناها واحد دائما: ملعون أبو الحكومة...علي اللي بتعمله فينا قبل عدة أعوام أجريت في أخبار الأدب حوارا مطولا مع الكاتب الساخر العظيم محمود السعدني شفاه الله، كل ما قاله كان ملفتا كعادته غير أن أكثر ما شد انتباهي وقتها وظل محفورا بذاكرتي رأيه في الحكومة المصرية، قال إن الحكومات في العالم كله وظيفتها الوحيدة تسهيل حياة المواطنين إلا الحكومة المصرية فهي موجودة لتعقيد حياة مواطنيها، كان يقول لي ذلك بدهشة حقيقية وبكثير من الغضب لم تنجح العبارات الساخرة في مداراته. كلما ذهبت لمصلحة حكومية لأنهي ورقة تذكرت حيرة السعدني، أتم السؤال الكبير الذي طرحه: ما الذي فعلناه لنستحق تلك الحكومات التي يتغير وجوه أفرادها ولا يتغير أبدا منهجها ورؤيتها في التعامل، وكأن هناك دستور سري يحفظه ولابد موظف أبدي مهمته الوحيدة هي الحرص علي دوام تطبيقه. ربما كان هذا آخر ما فكر فيه اؤلئك الذين ظلوا ساعات طويلة يقاومون الغرق، ينتظرون أن تأتي النجدة إليهم، وكلما مر الوقت وسقط واحد يمر أمامهم شريط طويل من التعامل المهين، الطابور الطويل أمام الشبابيك التي يقبع فيها الموظفون النائمون تكون غالبا نهايته الموت غرقا أو في حادثة علي الطريق أو في مستشفي نتيجة خطأ لطبيب نسي أساتذته في كلية الطب تعليمه كيف يغلق الجسد بعد أن يفتحه، أو كيف يوقظ مريضا بعد تخديره. كارثة غرق العبارة السلام 98 ليست الأولي ولن تكون الأخيرة في سلسلة من الحوادث التي يضيع بسببها كل يوم عشرات ومئات من المواطنين، إحدي المواطنات روت للمصري اليوم أن ابنها كان علي متن العبارة وقد ظنت أنه لقي حتفه حتي جاءها صوته من إحدي المستشفيات، السيدة ظلت للحظة الأخيرة غير مصدقة فحوادث سابقة أخذت منها زوجها وابنها الأكبر، الأول تحت عجلات قطار والثاني في حادث سيارة! كان من حقها بالفعل أن تظل خائفة فعائلتها ليست محاطة بلعنة ما لتواجه هذه الأحداث في ثلاث سنوات متتالية، إنما هي مثلنا جميعا: نخرج في الصباح وقلوبنا واجفة فالموت يترصد بالجميع ومن لم يقتله الإهمال الحكومي اليوم سينال منه غدا.

لقراءة باقي القال أضغط هنا : أخبار الأدب

Monday, February 06, 2006

وأهي كلها صناديق

الدخول إلى الصنوق سهل، زي شكة الدبوس، والواحد مبيحسش به خالص

الدخول إلى الصندوق عملية لا تتطلب مجهود ولا تواجه أي مقاومة الدخول إلى الصندوق عملية تلقائية لا يفكر فيها الداخل ولا من يدفعه على الدخول

عادة يكون الصندوق مريح

بداخل الصندوق الأشياء واضحة، غالبًا مرتبة

معروفة ومتفق عليها بين أفراد الأسرة والمجتمع الصندوق واسع ويمكن أن يسع مدينة بأكملها بما فيها من بنية

أساسية

المهم الحفاظ على كل الأشياء مرتبة في مكانها

المهم عدم دخول أشياء غريبة في الصندوق دون موافقة ورقابة المجتمع (بكل جهاته)

والصندوق طول ما هو غير ملموس بيكون تمام

وبيكون الواحد فيه مرتاح موضع رضا ساكني الصناديق حوله وسعيد

جرب كده تخرج من الصندوق تغير ترتيبه وتجيب حاجات غريبة تحطها جواه

صورة ولا فكر ولا حتة موبيليا

علشان كده يستحسن كل واحد يفضل في صندوقه

لغاية ما يتنقل لصنوقه الأخير

وأهي كلها صناديق

زي ما سعيد صالح قال في العيال كبرت
يا سيدي أهو كله برتقال