أحيانًا يشعر المرء بهذا الشعورمن شخص ما، وخاصة في علاقتي الحب والصداقة. أن تشعر أن الطرف الآخر لا يرغب في وجودك، أن تشعر برفضه لتصرفاتك، أن تشعر بأنك منبوذ، مرفوض، أن الآخر ينفر منك ولا يريدك. لكن هل سبق لأحد أن شعر بهذا الشعور نحو حاسوب، أو سيارة، نحو منزل، نحو مدينة ما!!! شعور غريب!!! ومع محاولتك لكسب ود هذا الشيء ومرضاته، أحيانًا تشعر أنه يعبر بكل الطرق عن رفضه لك، لوجودك على أرضه، على متنه، لاستخدامك له، لاقترابك منه. شعور غريب أليس كذلك. أن للجماد أو للكيان الآخر غير الإنساني الذي أنت بصدد علاقة ما معه يلفظك، يرفضك، بل يعلن لك أيضًا عن شعوره كلما اتيحت له فرصة، ولو ضئيلة ليفعل ذلك. وكلما شعرت أنت بالأمل في الاقتراب وبسهولة "استخدام الحاسوب مثلاً" الذي يرفضك، واقتربت منه اصابعك، هربت الحروف على الشاشة ورفضت أن تطيعك، وربما أصيب الحاسوب كله بحالة من الشلل التام (هنج) ليعلن لك عن رفضه اقترابك هذا . وإذا تحدثنا عن منزل ربما منذ أن تبدأ في استخدام أي جزء منه أصابه العطب! نجحت في اصلاحه بيدأ شيء آخر وتبدأ سلسلة لا تنتهي من الاصلاحات، ويبدأ من حولك في اقناعك "بالعين اللي صابتك، وانتوا ما بتبخروش ولا إيه، والناس كانت لازم تدخل برجلها اليمين"، إلى آخر سلسلة طويل تناولها المدونون في الفترة الأخيرة بالدراسة والتساؤل. ماذا إذن إذا رفضتك مدينة؟؟؟؟ بلد؟؟؟؟؟ وطن؟؟؟؟؟؟ ماذا إذا شعرت بكل خطوة أن الأرض التي أنت عليها غير ثابتة، تهتز تحت قدميك، ترعش كل جسدك، وكأنك ثقيل عليها، كأنها تريد أن تتخلص منك وترسلك لأرض أخرى؟ شعور أغرب ومريب، تشك في البداية بسببه في نفسك وفي امكاناتك للتأقلم مع المكان، مع الأوضاع، مع التغييرات التي تحدث في مكانك منذ الأزل، ولكن يبقى الشعور مصاحب لك في كل مكان ذهبت إليه، حتى تجد نفسك وقد وصلت لمرحلة رفضك أنت أيضًا لذاتك. هل سبق لأحد أن شعر بذلك؟؟؟ أم ربما هي حالة لا يصاب بها سوى ... أنا
No comments:
Post a Comment