Thursday, June 15, 2006

طب يا ترى امتى هيعتبرونا كبرنا؟؟

الشعب المصري يعاني حاليًا، وبشكل مكثف، لضغط تربوي عنيف من عدة جهات، فمن جهة نجد أن الأمن المركزي يضرب المتظاهرين ويعتبرهم جماعة قليلة الرباية تحتاج إلى تهذيب، فقام بالفعل بالاجراءات اللازمة وارسل البعض منهم إلى السجن لتهذيب اخلاقه. من جهات أخرى نجد انفسنا محاصرين بتعليمات التزام الأدب من جهات مختلفة وإلا سنتحمل عواقب ما نفعله. وبالاضافة إلى التهديد والوعيد إذا لم نلتزم بالاخلاقيات اللازمة المطلوبة والمفروضة طلعت علينا الكنيسة ومعها الحكومة باتقاء شر الفتنة وخلافه وقررا منع عرض فيلم دافينشي كود لما فيه من إهانات للسيد المسيح وافتراءات وأكاذيب. والغريبة ان الكنيسة ومعها الحكومة (تاني) قررا سحب الكتاب من الأسواق (بعد أكثر من سنة من توزيعه، بل وتوفره على بعض مواقع الانترنت). طبعًا الهوجة هنا على الفيلم مفهومة، لأنه كما يتضح في الكثير من الاحصائيات، المشاهدة أكثر فعالية من القراءة، ولذلك أتوقع أن يتعرض "عمارة يعقوبيان" أيضًا للقلق الشديد، مع العلم أنه مر على نشر الرواية أكثر من ثلاثة أعوام واعيد طبعها أكثر من مرة
واليوم، نعم اليوم، أقرأ خبر اعتراض نواب الشعب على قلة مساحة البرامج الدينية في التلفزيون وغضب من استضافة شخصيات عامة تبث الغريب والشاذ من الأفكار في عقل المصريين القاصر، اللي مش هيكبروا ابدًا وعمرهم ما هيعرفوا يختاروا ما يشاهدونه أو يقرأونه بأنفسهم وكمان الأغاني الخليعة زيادة شوية - وكأن مفيش فضائيات في كل بيت في مصر، عجيبة بجد

وبهذه المناسبة السعيدة تذكرت مشهد من مسرحية رايا وسكينة لما عبد المنعم مدبولي بيقول لشادية: وهما هيفضلوا قاعدين جوا لغاية لما أكبر؟
ويبقى السؤال: أمتى هنطلع من زمن الوصايا وهيعتبرونا كبار، ونتعامل معاملة الكبار؟
وتبقى الصيحة: يابا خف إيدك علينا شوية
ومعها الصرخة القومية الوطنية: حرررررااااام ! كفاية!

3 comments:

Darsh-Safsata said...

فكرة العلاقة الأبوية اللي بتمارس مع الشعب المصري هي تراث مصري أصيل
الكل بيتعامل مع الكل علاقة الأب بالإبن (طبعا المقصود الإبن القاصر الطفل اللي ما يعرفش حاجة في الدنيا) وده بيخللي حرب الحرية موضوع صعب قوي
لأن الشعب مش فاهمها ومافيش علاقة بينه وبينها
ما تنسيش ان علاقة الارتباط بالأب المسئول عن كل حاجة هي علاقة مريحة جدا
ومابيتعبش منها غير اللي أصيبوا لسبب أو لأخر بميكروب الحرية ، وطبعا دول الأقلية
وهنا تحدي كبير: هل على هؤلاء أن يحترموا الديمقراطية التي هي حكم الأغلبية أم يحاربوا من أجل منح الشعب الحرية التي لا يفمهما وغالبا لا يريدها
دائما ما أتذكر كلمة لأحد أصدقائي لا اعلم من أين أتى بها (الديمقراطية هي حكم الأغلبية الجاهلة للأقلية المتعلمة) هذا تحدي الأحرار الحقيقي

Unknown said...

بيقولك المثل المصري اللى ما لوش كبير يشتريله كبير
يعنى لزوم الضرب
والسحل
وكمان الهم
يعنى الإنفاق
ولوازم المعبس احنا كبيرنا تخصص سحل وضرب وبس
اللهم الطف فيما جرت به المقادير

Amanie F. Habashi said...

درش، شكرًا على تعليقك، لكن اعتياد الشعب على الراحة بالمنظر ده، مريع، وزي مانت بتقول الأقلية فقط اُصيبت بداء الحرية، للأسف لا أشعر بأي تفاول

أبو أمل: فعلاً المثل مصري، وكأن الناس كلها قاصر، محدش بيعتبر كبير في مصر إلا بعد سن الخمسين، والمعاش أحيانًا. الدليل المؤسسات الحكومية، وكله كوم لما يقولوا عن وزير تخطى الخمسين : الوزير الشاب