انتهت فترة البقاء في المحروسة، وبين الاستعداد للرحيل والقلق المعتاد من السفر والحزن على فراق الأهل والأصدقاء واللهفة للقاء الحبيب، أجد نفسي لا استطيع وصف ما أشعر به الآن، يؤنس أرقي وعدم قدرتي على النوم صوت فيروز وهي تشدو. أفكر في الفترة السابقة، قصيرة ولكن غنية بالبشر والصور. أحب الصور والتصوير منذ زمن ولكن منذ أن تركت المحروسة وأنا أجد في صور أحبائي الرفيق الذي لا غنى عنه، فعندما أتركها للتتغير أمامي على الشاشة في فترات راحة العمل، أجد نفسي وقد استعدت لقطات جميلة ولحظات حميمية من حياتي، لحظات سجلتها لي الصور، وساعدتني على استرجاعها والاستمتاع بها.
عدت إلى هنا مرة أخرى ولم أجدك، اجتمعنا سويًا في صلاة لتذكر يوم رحلت عنا، كان سفري بعد رحيلك أفضل شيء حدث لي، ففي مكان ما في نفسي، لا أعرف اسمه، يترك لى البعد فرصة لأتخيل أنني عندما أعود ربما وجدتك هناك مرة أخرى، ربما أستمتعت بحضنك وبابتسامتك الحنونة وسؤالك المهتم المستمر عن أحوالي، ولكن في كل مرة يصدمني الواقع، ولا أجدك، واستمع للجميع حولي يتحدثون عنك باستخدام الفعل الماضي، نعم فقد كنت.. ، وكنت... وفعلت... وأنت... وتصر أنت على عدم العودة وأصر أنا، في هذا المكان الغامض، أنك ربما تعود
فيروز بتغني وبتقول: صباح ومسا
شي ما بينتسى
تركت الحب أخذت الأسى
شو بدي دور
لشو عم دور على غيره
فيه ناس كتير لكن بيصير ما فيه غيره
حبيبي كان هني وسهيان ما فيه غيره
حملني سنين مهن هينين
كتر خيره
لعل وعسى يترك هلأسى
ويرجع لي حبي صباح ومسا
بس أنت أنت وبس
No comments:
Post a Comment