افتح بريدي الالكتروني كالمعتاد في صباح أحد الأيام العادية
يفاجئني إيميل ينقل إليّ خبر وفاة سها جابر عصفور
عمرها 38 عام توفت هي وتوأمها عير المكتمل
ماتت هي وطفليها
ماتت وهي تحاول اسعاد من حولها بالانجاب
لم اعرف ماذا افعل
بماذا اشعر
لم اعرف سها شخصيًا، ولكنى أعرف أبيها
وأنا أيضًا كنت حبيبة أبي
الذي اكرمه الله فرحل وأولاده واحفاده حوله
يالقسوة الحياة
ماذا يمكن أن نقول لابيها او لأمها
لماذا؟ لماذا يمر البعض بتلك التجارب المؤلمة ؟
أصلي قي عمق قلبي صلاتي اليومية
لا تدخلنا في تجربة
مات الكثيرون أمامي
ولكن يصدمني كما يصدم الجميع أن يرحل الابناء مبكرًا
يمزق قلبي، وخاصة بعدما اصبحت أم
أعلم ان كلنا سنرحل يوم ما
ولكن يبدو أننا كلنا نتوقع الرحيل المرتب
ولكن الموت يحصد من يريد وقتما يريد
يبدو ان علينا أن ننتظر حضوره في أي لحظة
وأن نعلم أن لكل شيء نهاية
ولا شيء يستمر إلى الأبد
فهو الموت
حقيقة الحياة
6 comments:
why is death always a surprise, when we all know that it should happen to us all? can we really conqure it? why is it so painful, is it love or death that hurts more? how can we protect ourselves from feeling so desperate after we "lose" a beloved? I dream of a world when we can happily give our beloved and our selves to the unknown with a heart full of faith that love never dies........... when will we be prepared........?
جئت الى بيتك الهادئ الدافئ قرائت وغادرت فى صمت لم اجد ما اقول فانا مثل الجميع اتوقع الرحيل المرتب ولكن الموت كما قلتى يحصد من يريد وقتما يريد
---
تكررت زياراتى طوال الايام الثلاث الماضية كنت اريد ان اقرأ اى تعليق يشجعنى على الكتابة اليك وكانت المفاجئة فى اهرام الاثنين ـ الذى اقراة الاحد بسبب فرق التوقيت ـ الكاتب هو الدكتور جابر عصفور يكتب عن فقيدته
كنت اود ان اضع اللينك لتقرئى ما كتب الاب ولكن بكل اسف تجربتى مع الاهرام انه تحت نفس اللينك يوضع خبر جديد كل يوم ولهذا لم يكن امامى سوى نقل ما كتب الدكتور عصفور بكامله وحتى لا يختلط تعليقى مع كتابة الاب فقد وجدت انه من الاحسن ان اضعة فى تعليق منفصل ـ وارجو الا اكون قد زدت من احزانك ولكن ما كتب الاب فية الكثير من الحكمة ـ وبكل اسف وارجو ان اكون مخطأ فقد فهمت من كتابته ان الدكتور قد فقد ابنة اخرى من قبل ـ ارجو ان يكون خطأ فى الكتابة فيما نشر بالاهرام
----
ارجو الا اكون قد اثقلت عليك بدلا من رغبتى فى التخفيف عنك وكنت لا اريد ان اكرر كلمات صماء جوفاء اعتادت الشفاة ان ترددها وانا اعلم انها لن تجدى شيئا ـ تحياتى
44058 السنة 131-العدد 2007 يوليو 23 9 من رجب 1428 هـ الأثنين
تأمـل الموقف فلسفيا
بقلم جابر عصفور
لا أزال أذكر جيدا, كما لو كان بالأمس فحسب, ذلك الشاب الذي كنته في العام السابع بعد الستين من القرن الماضي, حين كنت في بدايات عملي الجامعي, معيدا شابا مليئا برغبة العلم ونهم المعرفة في قسم اللغة العربية من كلية الآداب بجامعة القاهرة. وفاجأني أبي رحمة الله عليه بالزيارة في صباح يوم لا أنساه, فاحتفيت به وتركت نفسي بين ذراعيه شاعرا بالأمان والحنان, ولم أنتبه, في غمرة فرحتي بلقائه, إلي دمعة سقطت من عينه علي وجهي أثناء احتضانه جسدي النحيل في ذلك الزمن البعيد, وجلسنا معا لساعات مترعة بالفرحة والشوق.
وفجأة شعر أبي بإرهاق وضيق تنفس, فطلبت عون زميل لي, كان يعمل نائبا في قصر العيني, فنصحني بالذهاب به إليه فورا, وكان في انتظارنا عند وصولنا, وأدخل والدي إلي إحدي غرف قصر العيني( القديم) بعد إتمام الكشف عليه, وتشخيص حالته الصحية, والإسراع بإحضار الأدوية اللازمة. ولم تمض سوي سويعات إلا وكانت حالة أبي الصحية قد عادت إلي استقرارها, وظللت أتحدث إليه في الغرفة التي خصصوها له, إلي أن طلب مني, حازما, أن أتركه ليستريح إلي صباح الغد, وأعود إليه لتوديعه, قبل عودته إلي المحلة الكبري- موطني.
واستجبت لما أمرني به, واحتملت ليلتي المؤرقة, حالما بلقائه في الصباح, والبقاء معه لساعات قبل عودته إلي البلد. وهرعت في الصباح إلي غرفته في المستشفي, وفتحت الباب, متوقعا أن أري وجهه الباسم البشوش الحنون, ولكني فوجئت بالسرير خاليا, والمرتبة مطوية, فقلت لنفسي لعلهم يعاودون فحصه في إحدي غرف الفحص, وسألت الممرض عنه وعن الطريق إلي غرفة الفحص التي ذهب إليها, فأجابتني عينا الممرض الكهل بالصمت الحزين, وربت علي كتفي قائلا: البقية في حياتك يا ولدي, أنت متعلم وتعرف أن لكل أجل كتابا,
فأصابني الذهول وأخرستني الصدمة, ولم أفق إلا علي صوت الممرض الكهل الذي كان يخبرني بما يجب فعله في مراسم الدفن التي لم أكن أعرف عنها شيئا من قبل. وقادني كالتائه إلي أحد محال متعهدي دفن الموتي, وكانت عديدة متجاورة في شارع قصر العيني, وأوصي بي المتعهد الذي أبلغني أنه سوف يتولي عبء الإجراءات كلها عني, نظير مبلغ مالي ضخم بمقاييس ذلك الزمان البعيد ومقياس جيبي الذي لم يكن فيه سوي أقل القليل. وطلب مني المتعهد أن أحضر إليه دفعة أولي كي يبدأ عمله, فأجبته برأسي ذاهلا,
وسرت علي الرصيف, غارقا في كابوس لم أكن أعرف متي ينتهي. كل ما أذكره الدموع التي كانت تتساقط من عيني في بكاء صامت, ونهنهة خرساء.
وفجأة, توقفت عربة مارة إلي جواري, وسمعت منها صوتا يناديني, ويلح في النداء, فانتبهت لأجد وجه أستاذي الدكتور عبد العزيز الأهواني, عليه رحمة الله, وهو يوقف سيارته إلي جوار الرصيف الذي كنت أمضي فوقه بلا هدي, ويتلقاني بين ذراعيه, بعد أن لاحظ الدموع التي غطت وجنتي, وتركت نفسي له, كما تركت لها العنان في البكاء الذي انفجر من أعماق قلبي المكلوم. وعرف أستاذي ما حدث بعد أن استنتجه من كلماتي التي ظل يقطعها البكاء, واصطحبني تحت إبطه, عائدا إلي متعهد الدفن الذي أكمل الاتفاق معه, وأعطاه المبلغ المطلوب كاملا, وعاد بي إلي سيارته التي حملتنا إلي كلية الآداب, حيث أجلسني في مكتبه, وأبلغ زملائي الذين ألقي إليهم تعليماته باتخاذ الإجراءات اللازمة, وعاد بي وبهم إلي المستشفي, حيث كان في انتظارنا المتعهد الذي بدأ إجراءاته, وأجلسني معه في سيارته, بعد أن اطمأن أن كل واحد من تلامذته( زملائي) يقوم بواجبه خير قيام. وفي أقل من ساعتين تم إعداد كل شيء, فأخذني إلي أحضانه الحانية, هامسا في أذني قائلا: تأمل الموقف كله فلسفيا, واسترجع في ذاكرتك قصيدة أبي العلاء المعري في رثاء الفقيه الحنفي.
وتركني إلي سيارة نقل الموتي التي جلست فيها بجوار جثمان أبي, إلي أن عدنا إلي البلدة التي تركها كي يراني للمرة الأخيرة. ولم أتوقف طوال ذلك الوقت عن تأمل الموقف فلسفيا, واسترجاع قصيدة أبي العلاء, في صمت فسره الأهل والأصدقاء علي أنه نتيجة الصدمة الكابوسية التي لا تنسي.
ويبدو أن روح أستاذي لم تتركني عندما اختطف الموت مني ابنتي الكبري- سهير جابر عصفور- مدرسة المسرح الإسباني بجامعة حلوان, وعادت روح الأهواني لتهمس في أذني: تأمل الموقف فلسفيا. ويبدو أن هذه الروح الحنون عادت إلي التحليق حولي لتدفعني إلي مثل ما تعزيت به عند فقدان أبي, وذلك بالمحبة نفسها التي أحاطني بها أصدقاء العمر الذين غيب الموت بعضهم رحمهم الله, ومتع من بقي منهم بالصحة والعافية, ومنهم أحمد مرسي ونصر أبو زيد, وعشرات غيرهم من الذين لا أزال أستعين بمحبتهم علي المقاومة والتعزي, فلهم شكر دمع العين الذي لم يجف بعد, والعرفان الموصول بالدعاء بالصحة والعافية,
وأخص بالذكر فاروق حسني الذي لا يزال أخا وصديقا, قبل أن يكون وزيرا ورئيسا, وعشرات غيره من الذين لا يزالون يعينونني بالتأسي, تخفيفا من كابوس وفاة ابنتي- نور عيني اللتين كنت أتطلع بهما إلي المستقبل الآتي بالوعد الذي لم يبق منه سوي غيمة الدمع التي غشيت عيني, كي تجدد ما لا يزال يعانيه الابن الذي صار أبا, والذي عاد إليه الموت كي يختطف ابنته, غدرا, بعد مضي أكثر من ثلاثين عاما علي موت أبيه, غدرا, في تداعيات أحزان الإنسان الذي هو ابن الموت بقدر ما هو ابن الحياة, وذلك لو تأمل هذا الإنسان الموقف كله فلسفيا, أو أدرك معني ما قاله أبو العلاء عن تخفيف وطء القدم علي التراب الذي هو أجساد الموتي, أو عن القبور التي لا تزال تملأ الأرض منذ عهد آدم, كأنها تقول: هل من مزيد؟!
ارجو المعذروة لقد نسيت ان اكتب ما يجب ان يقال فى مثل تلك المواقف وهو ما علمنا الله عز وجل ان نقول
ربنا لاتؤاخذنا ان نسينا او اخطأناـ صدق الله العظيم
ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين ـ الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون ـ اؤلائك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأؤلائك هم المهتدون ـ صدق الله العظيم
اللهم اغفر لنا وارحمنا جميعا احياء وامواتا فانك قريب سميع غفور مجيب الدعاء ـ ولا حول ولا قوة الا بك ياالله
مش عارفة اقول ايه, بس فعلا الموت اثبت ان مالوش كبير والموضوع مش نظام و لا دور،أمامه اصبحت اقف عاجزة عن التعبير، أجمد مشاعري بداخلي,
و لكني اخرج بنتيجة كما تقولين :
يبدو ان علينا أن ننتظر حضوره في أي لحظة وأن نعلم أن لكل شيء نهاية ولا شيء يستمر إلى الأبد فهو الموت حقيقة الحياة
ربك يسترها
ياصحبة البيت
اين انت ؟
Post a Comment