Friday, January 19, 2007

وطني برايل

«وطني برايل».. كرمى لعيون من فقدوا بصرهم

جريدة مصرية تصدر بلغة الأصابع وتوزع مجانا للمكفوفين القاهرة: نشوى الحوفي

كان قدرها أن تعيش وحيدة بعيدة عن عائلتها في مدرسة خصصت لمن هم في مثل ظروفها ومن هنا كان الاصرار على اثبات الذات والتأكيد على انها ليست عارا او كمن لا حاجة له كما اعتاد الناس أن يتعاملوا مع الكفيف. فقررت اكمال دراستها الثانوية لتلتحق بعدها بكلية الاداب جامعة عين شمس قسم الحضارات وتصر بعد التخرج على العمل والاعتماد على ذاتها، حيث تم تعيينها ضمن فئة 5% من المعاقين الذين تقبلهم الهيئات الحكومية للعمل بها، في ذات الوقت الذي ألهمها القدر بفكرة اصدار جريدة للمكفوفين من المصريين الذين تقدرهم بعض الاحصاءات بنحو مليون و800 ألف كفيف لتكون بذلك الجريدة الاولى في مصر التي تقدم لهم الخدمة الصحافية بطريقة «برايل» والتي صدرت في 15 من شهر ابريل عام 2005 لتتوالى طبعاتها الشهرية والتي وصلت حتى الآن الى ثمانية أعداد يتم طرحها مع جريدة «وطني» القبطية. الا أن «وطني برايل» حرصت على عدم تقديم أي مادة دينية حتى تكون لكل المكفوفين المصريين اقباطا ومسلمين كما تقول شريفة مسعود مديرة تحرير جريدة وطني برايل التي لا يبادرك الشك للحظة واحدة في أنها كفيفة لا ترى فهي تمتلك من البصيرة والثقافة التي تمكنها من التعامل مع الواقع المحيط بها كالمبصرين. فكرة اصدار صحف بطريقة برايل لمخاطبة المكفوفين ليست وليدة اليوم فالعديد من الصحف العالمية يقدم تلك طبعات خاصة للمكفوفين بطريقة برايل الى جانب طبعاتها العادية وبخاصة بعد أن بلغت أعداد المكفوفين في العالم حسب تقارير منظمة الصحة العالمية نحو 52 مليون كفيف من بينهم 45 مليونا في دول العالم النامي. أما في منطقة الشرق الاوسط _ فلا تعد أيضا جريدة وطني برايل الاولى في المنطقة، فقد سبقتها جريدة السفير العربي السعودية في اصدار نسخة للمكفوفين وكذلك جريدة ايران سبيد الايرانية . الا ان أهمية وطني برايل تأتي نتيجة لكثرة عدد المكفوفين في مصر وبخاصة من القادرين على القراءة والكتابة الى جانب محاولتها تقديم الاخبار والتحقيقات التي يقرأها القارئ في الصحف العادية الى المكفوفين مع امدادهم ببعض المعلومات والخدمات الخاصة بهم بشكل عام في مجتمع يتم التعامل فيه مع الكفيف على انه عار يجب التخلص منه او تجاهل وجوده لما يمثله من عبء على الاسرة. وتقول شريفة مسعود ليس من السهل كما قد يتصور البعض اصدار جريدة تخاطب المكفوفين بطريقة برايل لانها مكلفة للغاية الى جانب انها تحتاج الى وقت أطول في الاعداد» وأضافت: «الا انني أعرف مدى شوق الكثير من المكفوفين لقراءة الجريدة وتصفحها. فالكفيف يمكنه الاستماع الى الاخبار والمعلومات في الراديو او التلفزيون ولكن القراءة لها خصوصية تميزها عن غيرها من وسائل الاعلام والتثقيف لانها تتيح للانسان التعرف على الحدث من كافة الوجوه وتكوين رأي خاص به من خلال ما يقرأ. وتشير شريفة الى ان جريدة وطني برايل التي تصدر في شكل شهري توزع بالمجان على العديد من الجهات ذات الصلة بالمكفوفين على الرغم من تكلفة النسخة الواحدة التي تبلغ نحو 9 جنيهات مصرية اي ما يعادل دولار ونصف الدولار. اما السبب في عدم طرحها للبيع فهو عدم حصولها حتى الان على رخصة من المجلس الاعلى للصحافة. العمل في جريدة وطني برايل يسير وفق معايير العمل الصحافي المعتادة من جمع الاخبار والتنسيق فيما بينها واختيار الافضل منها وتحريرها وفقا للقواعد المهنية المعروفة في عالم الصحافة الا انه يزيد عليها في شيء واحد هو اسلوب الطبع . حيث تتم كتابة المقالات من خلال طريقتين اما الالة الكاتبة الخاصة بالمعاقين بصريا وهي ذات حروف بارزة أو من خلال طريقة برايل من خلال قالب خاص مقسم إلى ستة ثقوب متتالية يتم العمل فيه من خلال حفظ مواقع الثقوب الستة فالثقب الأول والثالث والرابع على سبيل المثال يعني حرف الميم . والثقب الثاني والرابع والخامس يعني حرف الجيم وهكذا .. بعدها يتم ارسال الموضوعات الى المطبعة حيث يتم استخدام أوراق من الألومنيوم من أجل حفر الكلمات على الورق ليستطيع المكفوفون قراءتها عبر حاسة اللمس.

,يذكر أن طريقة برايل كانت قد بدأت في الظهور كوسيلة للكتابة بين المكفوفين في القرن التاسع عشر بعد محاولات عديدة من الفرنسي لويس برايل الذي كان قد فقد بصره وهو طفل في الثالثة من عمره وكان ذلك عام 1812وقد اعتمد لويس في طريقته على الشفرة العسكرية التي كان قد اخترعها الضابط الفرنسي «بيير لسكي». وعلى الرغم من أهمية تلك الوسيلة الا انها واجهت العديد من الصعوبات في سبيل نشر العمل بها بين المكفوفين في المدارس. من بين تلك الصعوبات عدم توافر الاماكن الخاصة بتعلم تلك اللغة وضرورة تعلمها بعد ساعات اليوم الدراسي. أما الكتابة ببرايل في اللغة العربية فقد عرفت طريقها في العالم العربي في منتصف القرن التاسع عشر حيث حاول المهتمون بتعليم المكفوفين تلك الطريقة في الكتابة التوفيق بين أشكال الحروف المستخدمة في الكتابة العادية وشكلها في الكتابة النافرة. وبهذه الطريقة نقلوا عددا من الكتب إلا أن هذه الطريقة لم تنتشر على نطاق واسع الا مع قيام منظمة التربية والعلوم والثقافة التابعة لهيئة الأمم المتحدة في عام 1951 بتوحيد الكتابة النافرة بقدر ما تسمح به أوجه الشبه بين الأصوات المشتركة في اللغات المختلفة. وهو ما نتج عنه النظام الحالي للرموز العربية.

لمشاهدة برنامج الحقيقة في حوار مع رئيسة التحرير وموضوعات اخرى اضغط هنا

3 comments:

karakib said...

شيء محترم أوي

Desert Rose said...

تحفة
هو ده فعلا الابداع

Randomly said...

تحية لصاحبة المبادرة ومن مثلها الذين لايتوقفوا عند إعاقتهم و يرثوا لحالتهم