انتهى الدرس مثل كل أسبوع وخرجنا لنبدأ رحلة العودة
أقود السيارة في الطريق، تجلس بجانبي تقول لي إنها تشعر بالتعب وأعلم انها في لحظات مثل هذه تحب أن تلتزم الصمت. أحترم هذا وأصمت
انظر
إلى الطريق وأشعر بأنني في طريق لا اعرفه، طريق غريب، افكر لوهلة ان
استنجد بابنتي الجالسة بجواري لمقاومة شعور الضياع هذا، ولكنني افضل الصمت،
فهي لم تلحظ أي شيء، فالشعور بالتأكيد خاص بي وحدي
تبدأ الحوارات المعتادة في رأسي، وكأننا مجموعة قررت دخول حلقة مناقشة
ربما
لأنني قضيت الدقائق الماضية مندمجة في رواية فشير ومع عدنان في شوارع
واشنطن والمدرسة والحديقة، ومازلت تلك الصور عالقة في ذاكرتي نقلتها معي
إلى أرض الواقع
ربما لأنني قضيت اليوم كله أقرأ في
الترجمة الجديدة واتجول بين لاهاي وكابول وجبال الهيمالايا وتسبب ذلك في
خلق أماكن ومناظر مختلفة في رأسي
ربما، ربما!!
ولكن هل نحن بالفعل في طريقنا إلى المنزل وهل هذا هو الطريق الصحيح
أسألها كيف تشعر محاولة لأنزل بنفسي مرة أخرى إلى أرض الواقع، وانسى ما افكر فيه
ولكنني في طريق مختلف
اكثر جمالاً واتساعًا على الرغم من أنني لم أغير مساري المعتاد
ماذا حدث؟
ادرك
فجأة وأنا أحاول التعرف بتركيز على ملامح الطريق لأجد فيه شيء ما أعرفه،
بأنها الإضاءة، فالشمس ساطعة على غير العادة، والسماء أيضًا صافية، عنصران
لا يتوفران كثيرًا في هذا البلد في هذه الساعة
أجل تسببت الإضاءة القوية في اتساع الطريق، وتغير لون الأخضر الذي يكسو الاشجار
وكأنني في طريق آخر مختلف
يا للعجب
كم من الأشياء تتغير في حياتنا بسبب الإضاءة بسبب النور والشمس
بسبب وضوح الرؤية
الطريق لم يتغير
بل الضوء الواقع على نظري
:)