الجو شديد البرودة، والحرارة تحت الصفر بسبع درجات
أجلس في المنزل احاول الاستمتاع بالدفء في داخله بعد أن رفعنا درجة حرارة التدفئة المركزية
أفكر في مساء الجمعة ومن رأيتهم يسكنون الأرصفة ويبحثون عن الدفء في أركانها
لم يكن العدد كبيرًا ولكن يكفي أن من رأيتهم وجهًا لوجه كان عددهم أكثر من عشرة أفراد
تعبر وجوههم مخيلتي وأتساءل، لماذا انتهى بهم الحال إلى سكن الطرقات، وخاصة أثنين منهم في ريعان الشباب
الأسباب مختلفة بالتأكيد
أفكر فيهم، واتمنى أن يكون الأمر كما قال أحدهم، وأنهم بالفعل يجدون لأنفسهم مأوى، غير الرصيف، في الليل
أعرف أنه مساء اليوم أيضًا يقف البعض في المكان نفسه ليشاركوهم البرد، ويقدمون لهم وجبة ساخنة ومشروب دافيء
أشكر الله على القلوب الرحيمة التي أختارت أن تقف ساعات في الصقيع لتمنح دفئًا ولو مؤقتًا لهؤلاء الأشخاص
رأيت الشباب من المتطوعين الذين فضلوا هذا العمل التطوعي عن الخروج مع الاصدقاء مساء الجمعة، أو مجرد البقاء في الدفء وصحبة الانترنت
أتطلع إلى المرة القادمة التي سأقدم لهم فيها القهوة وأضع فيها بعض الحليب والسكر، وأنا أنظر إليهم وأحاول أن أراك في كل واحد منهم