عندما سكنت في ذلك المكان كان مازال في صحة جيدة كنت أراه يذهب مشيًا صباحًا ليبتاع جريدته وأحيانًا كثيرة في سيارته الكبيرة يأخذ زوجته العجوز
التي تعاني مشاكل في ساقيها، ويخرجان معًا كانت الحياة تسير على ما يرام نتبادل كروت التهنئة كالمعتاد في الكريسماس
نتحدث كلمات كثيرة عن موضوع الانجليز المفضل "الطقس"
منذ عدة أشهر لاحظت أنه تغير كثيرًا لم أعد أرى سيارته، وأراه كالتائه
كوني غريبة لم أكن أعرف التصرف المناسب كنت أرغب سؤاله عن صحته ولا أجرؤ على طرح سؤال: هل أنت بحاجة لشيء؟
لخوفي أن أجرح كبرياءه سألت جار آخر: قال لي إن زوجته في حالة صحية حرجة
،السبب في تدهور حالته هو أنه كان السبب في سقوطها بغير قصد وهي الآن في المستشفى في حالة متدهورة جدًا مما جعله بدوره يفقد تركيزه كثيرًا
تكررت في الأيام الأخيرة زيارات سيارة الأسعاف، قال لي بعض أقاربه أنها تحتضر في المستشفى، شعرت بالأسف الشديد
جاء ونظر، وربما تأثر وتأسف، ولكنه لم يقدم أي إسعاف، بل جاز مقابله
أثناء الصلاة الأسبوعية تحدثنا عن فيلم إيفان ألمايتي وعن فكرة الفيلم وأهمية أن نقوم بمساعدة من حولنا بمبادرات بسيطة One Act of Random Kindness
كانا هو وزوجته دائمًا في ذهنى، وفروق الثقافات وخوف الغريب من التصرف المتهور الجارح يقيدني
اليوم رأيته ينتظر، أقتربنا منه وسألناه ماذا ينظر ولأول مرة فكت عقدة لساني وطرحت مخاوف الغريب وقلت يمكنني أن أوصلك لرؤية زوجتك إذا لم يأت من تنتظره وفي الوقت نفسه الذي فيه أخرجت سيارتي جاءت السيارة الأجرة
نظر إلى وابتسم وقال إنه يفضل أن يذهب معي وأن يدفع الغرامة للتاكسي سعدت بذلك فتحت له الباب وساعدته على الدخول وبلا شعور بالغربة وضعت حزام الأمان حوله فهو الآن مسئوليتي تحدثنا وسألته عن زوجته وصلنا سريعًا، تركته وفي طريق العودة أخذت أفكر في الحب والعشرة والاخلاص
نبرة صوته السعيدة وإجابته على سؤالي بالإيجاب عندما سألته إذا كانت تتعرف من حولها .وأضاف بفرح طفولي: ويمكنني أن أمكث معها ما أريد من الوقت. أخذت أتساءل: ترى هل سيدق على بابنا الآن إذا احتاج لشئ ما، أم سيبتعد ثانية رغبة في عدم إزعاجنا؟
الشيء الوحيد الذي أعرفه الآن هو أنني سأتقدم نحوه إذا رأيته يقف وحيدَا وسأسأله بلا تحفظ هل تحتاج لأي شيء؟؟؟