في البداية عندما رأيت عدد من الأصدقاء ينضمون لتلك المجموعة الجديدة، اعتقدت أن صديقتهم سافرت وابتعدت
قال لي إنها ماتت
فتاة جميلة، ترتدي الأسود في الصورة وتحمل ورودًا حمراء في يدها
أول ما خطر في بالي عندئذ، ترى بما تشعر أمها الآن؟ ثم بدأت المخاوف المعتادة
أعلم أننا نصلي كل يوم ونقول "لا تدخلنا في تجربة، لكن نجنا من الشرير"
ولكن أعلم أيضًا أنك لا تعاقب أحد وأن للموت وللحوادث اسباب كثيرة
لكنك تسمح بأن يحدث ذلك ... نحزن ونسأل ويموت الأهل كل يوم يستيقظون فيه ولا يجدون أبنائهم معهم
ويعود تساؤلي اليومي: هل سأراها تكبر أم سأتعرض أنا أيضًا لما تعرض إليه من اعرفهم!!؟؟
ينتابني الخوف وأحاول ابعاد الافكار الشريرة
تسير الايام في مسارها المعتاد
حفلة الكورال شيء مهم
في الحفلة كورال تتراوح اعمار اعضاؤه بين الستين والتسعين
سعداء يرتلون ويغنون
يستضيفون كورال الاطفال
انظر إليهم وافكر كم من الاشخاص يبلغون الثمانين في مصر ؟؟؟
وماذا يا ترى يفعل كبار السن في مصر لقضاء أوقات الفراغ؟؟؟
والنساء أيضًا يتبعن أزواجهن ويسعدن بالاستماع إليهم
اهدت إحداهن أغنية لزوجها بمناسبة عيد زواجهم السابع والستون
أنظر لصغيرتي في وسط كل هذا بفرح، وينقبض قلبي
هل يا ترى سيكون علي أنا أيضًا الدخول في تجربة؟؟؟
أتذكر موته:كان قد تم العشرين لتوه
أتصلوا بنا وقالوا إنه كان يضحك بعد مشاهدة ليالي الحلمية وقام من مكانه وسقط وكانت النهاية
لم تكمل أمه العام ولحقت به
كان التوقيت قبل عيد القيامة أيضًا
كانت الصدفة أن الكورال الذي كان يقوده انتج شريطه الأول بمناسبة العيد
كانت كلمات الترتيلة الرئيسية
الموت! أين هو الموت! أين هو موتي في انكسارك يا موت
أحاول الاستمتاع بما اشاهد، اضحك وأحاول النسيان
أردد لنفسي: عدد السنوات ليس هو المهم، المهم أن يعيش المرء أيامه في سلام وسعادة
نبتسم ونقول: كلمات مناسبة بالفعل لأعمارهم
أفكر في كلماتها... ربما علينا أن نغنيها في كل لحظة
فلم يعد الموت يرتبط بعمر معين
في الصباح سأذهب كالعادة إلى عملي
وستذهب هي إلى المدرسة
وسأرفع عيني إلى السماء
وأردد بين كل فكرة وأخرى: ولا تدخلنا في تجربة
لكن نجنا من الشرير