أولاً أحب أن أعبر عن إحباطي الشديد من تجاهل المبلوجين (تقريبًا) لما حدث للمصريين الأقباط في الأقصر، وهو الحدث الذي كنت أعتبره من الأحداث المحتاجة تضامنكم، مثلما تضامنتم مع السودانيين، ولمحاولة فتح باب مناقشة للتحدث وبصراحة عما يحدث بين المسلمين والمسيحيين في مصر، حيث أن الأمر ليس مجرد محاولة إشعال فتنة طائفي بسبب الانتخابات (كما حدث في الاسكندرية) ولكن واضح أن بناء الكنائس في مصر أصبح يثير فزع العامة من الشعب واستيائهم إلى حد حرق وهدم وقتل والتسبب في قتل طفل صغير من الفزع. ولما كنت أؤمن أن المدونات مكان "حرية التعبير" كما يطلق عليه الحاج علاء (المستدعى حاليًا في أمن الدولة وربنا يفك استدعاؤه على خير، ويفك سجننا جميعًا) شعرت بأن المدونين أيضًا لديهم "حدود، ومناطق لا يجوز التعرض لها" هل لأن البعض منهم "زهق " من التحدث فيما "يوجع القلب"، هل لأن المشاكل والكوارث الحادثة بين الأقباط والمسلمين أصبحت "ميئوس منها ومفيش فايدة من الكلام فيها"؟؟؟؟ ولا أسباب تانية خفية منها أنه بسبب إعلامنا الموقر والكاشف والواضح والصريح، لم يصل إلى علمهم تفاصيل بما يحدث، ومواقع الأقباط الإخبارية ليست سوى مواقع مدسوسة وصهيونية ويحن عدم تصديق ما بها، حتى وإن كان ما بها هو تسجيلات بالفيديو للحوارات وللأحداث؟؟؟
لا أعرف ولكن بالأمس قرأت هذا المقال في الأهرام (لم أستطع وضع الرابط لأن الأهرام من كثرة الإقبال عليه أصبح العودة إلى أخباره القديمة باشتراك ولا أنوي ذلك) ووجدت أيضًا أن الأهالي تابعت الأحداث هناك، ففكرت أنه ربما يهتم أحد معي بما يحدث لهؤلاء المساكين في الأقصر (وأقصد هنا المسلمين منهم والمسيحيين، فبالنسبة لي الطرفين مساكين، والأسباب عديدة ومتنوعة)
قضايا و اراء
43514?السنة 130-العدد
2006
يناير
25
?25 من ذى الحجة 1426 هـ
الأربعاء
بقلم?: اقبال بركة
حتي لاننسي: الفتنة الطائفية لعن الله من تجاهلها
نشأت في حي الظاهر الذي كان يعج بالطوائف الدينية في الخمسينيات?،? وكانوا جميعا يتعايشون ويتعاملون في محبة ووئام كانت الكنيسة ومازالت التابعة للمارونيين تواجه جامع الظاهر بيبرس الملاصق لبيتنا?،? ولم نشعر يوما بأي تعارض أو صراع بينهما?,? لذلك أنظر لما يحدث هذه الأيام بين المصريين بعضهم مسلم والبعض مسيحي بدهشة يشوبها الألم العظيم لا أفهم لماذا تنشال الدنيا وتنهبد لأن بعض المصريين رغبوا في بناء كنيسة في قريتهم التي تقطنها خمسون عائلة ولا توجد كنائس اخري لمسافة?30? كيلومترا ولا يتحرك أحد عندما بيني بين كل جامع وجامع?، جامع ثالث؟ لماذا تقوم معركة ضارية في قرية صغيرة اسمها العدسات لان الأقباط قرروا تحويل بيت بها الي معبد؟ ولماذا لم تقم قائمة الناس عندما تحولت الجراجات والبوتيكات الي زوايا علي بعد أمتار قليلة من جوامع ضخمة كما هو حادث في منطقة المهندسين علي سبيل المثال؟ما هذا الهراء الذي يتردد في بعض الصحف حول احقية المسلمين وعدم احقية المسيحيين في بناء معابدهم؟ اعترف أني لا أفهم ولا أتعاطف مع أي تفرقة بين المصريين سواء بسبب الجنس أو النوع او العقيدة فهذه التفرقة تناقض وتخالف الدستور المصري?. ?لم يعد من المقبول أن يستمر المثقفون المصريون علي صمتهم وسلبيتهم إزاء احداث الفتنة الطائفية في مصر أكتفي بعضهم بكتابة مقال أو اثنين?، وعلق آخرون من خلال تحقيقات صحفية وفريق ثالث كتبوا وتحدثوا في الفضائيات ليصبوا الزيت علي النار ويزيدوا من اشتعال الفتنة ولكنهم جميعا اثروا الابتعاد والقاء الثعبان في حجر الأمن المصري وحده?،? والواقع أن الرابح الوحيد من صمت وسلبية المثقفين هم المتطرفون علي الجانبين ومروجي الشائعات وهواة النفخ في النار واشعال الحرائق ان المثقفين جميعا مطالبون بالتحرك الحاسم والسريع ومواجهة الثعبان الطائفي بضربة فأس في رأسه كي نقضي عليه إلي الأبد?,? إن اتحاد الكتاب في طفرته الحديثة بقيادة الكاتب الكبير محمد سلماوي يمكن أن ينظم رحلات دورية الي مواطن الفتنة يتجه فيها أبناء كل محافظة الي ذويهم والي القري المتاخمة ليشرحوا لجموع القروبين أبعاد الفتنة وخطورتها ليس علي قريتهم وحدها وانما علي مصر كلها?،? بل أكاد أقول علي العالم الاسلامي كله والمجلس الاعلي للثقافة تحت القيادة الرشيدة للدكتور جابر عصفور يمكن ان يدعو الي مؤتمر في القاهرة يتحاور فيه عقلاء الأمة من المصريين الاقباط والمسلمين ويناقشون مشاكلهم دون حساسية وبعيدا عن النعرة الطائفية?.?ان الدستور المصري يحمي كل ابناء مصر وينص صراحة علي أنهم متساوون في كل الحقوق وكل الواجبات وديننا الحنيف لا يري بأسا في أن يمارس الآخرون شعائر دينهم في بيوت تشيد لهذا الغرض?، ويذكر فيها اسم الخالق عز وجل?.?فكما نطالب الغرب بألا يخلطوا بين الارهاب والاسلام?،? لابد أن نمتنع نحن أيضا عن الخلط بين أعداء الاسلام في الخارج?,? وما أكثرهم اليوم?،? والمصريين المسيحيين في الداخل الذين يدفعون الضرائب ويجندون في الجيش وقد استشهدوا مثلنا وفقدوا الزوج والولد والأخ في حرب أكتوبر المجيدة?.? وكل الحروب التي سبقتها?،? ولنرجع إلي سجلات ثورة?1919? لنفخر بمواقفهم الوطنية الرائعة أثناءها?.?هذه هي الحقائق?، ولكن البعض يحلو له ان يخترع تفسيرات ملتوية لاطائل من ورائها سوي المتاعب وشغل الأمن بقضايا جانبية?، في الوقت الذي نطالبه بحماية أمن المواطنين علي أرض مصر كلها?.?إني أتعاطف مع معاناة المصريين المسيحيين لأنني أنتمي الي فئة أخري تعاني بشدة من نفس المشاكل التي يشكون منها?,? هي المرأة المصرية?، وإنصاف هاتين الفئتين سيحد من التهابات وبثور وأورام يعاني منها الجسد المصري?،? ستظل تتفاقم ويزداد التهابها حتي تتحول الي ناصور يحتاج الي عملية جراحية?،? واذا كانت حكومة الدكتور نظيف ذكية بالفعل فلابد من أنها ستتنبه الي أن العقل السليم في الجسم السليم وتبادر فورا الي حل مشاكل إخوتنا الاقباط?، والتي تجاهلتها الحكومات السابقة وتركتها كالنار تحت الرماد?,? وقد كانت بادرة طيبة منه عندما عين محافظا قبطيا لمحافظة قنا?،? والخطوة المنطقية التالية هي إلغاء القانون الهمايوني العثماني المجحف وإصدار قانون موحد لبناء دور العبادة في مصر?.?